الخميس، 15 مارس 2012

(1+1=11) في حصة الرياضيات: ممنوع تتكلم عربي




(1+1=11) في حصة الرياضيات: ممنوع تتكلم عربي

     رُفعت الأقلام وأوراق الاختبار لم تجف بعد، ألقيت نظرة أخيرة على أجوبتي وكنت متيقنا منها إلا سؤال واحد تخبطت منه حيرة، كانت الأسئلة في عمومها محنكة وأنيقة، تماما مثل من وضعها : مدرس الرياضيات التركي الأصل ، فقد بلغ من العمر عتيا إلا أن عقله لا زال بفضل العمليات الحسابية نشطا، لكنه كان كثيرا ما ينسى أسماءنا ولكن لا ينسى أن تقسيم صفر على اثنين لا يجوز في شرع الأرقام.
 ولأنه علمني "رقما" صرت لاختباراته عبداً، وكنت دائما ما أتساءل عن جدوى تكرار هذه الاختبارات أسبوعيا، هل لأنه لا يعرف مستواي ، أو أنه يعلم ولكن ليطمئن قلبه فيُطمئن قلب الجامعة، وتشهد ورقة بحجم أيه فور (ألِف أربعة) أني كنت من الكادحين.
أرجعت قلمي إلى غمده، بعد أن أنهكني ذاك السؤال الصعب ورفعت يدي ملوحاً بشارة الاستسلام ،فجاء ليستلم منى الورقة وعلى حين غفلة منه رميت على أذن زميلي كلمة عابرة ،لم أعلم أنها كانت شرارة قنبلة صوتية أيقظت أهل الكهف من سباتهم،  فالتفت إليّ "الأستاذ"  وطعن عيني بنظرة قاسية وهي ترمي بشرر تكاد عينه تحترق منها  وصاح في وجهي بلهجة أتا-تركية:
Don’t Speak Arabic in My Class. I don’t know Arabic
قالها وأحسست أن في قلبه هو بدل الجرح جرحين، جرح أنه يقولها باللغة الإنجليزية والثاني أنه يقولها لعربي وفي بلد عربي، فكنت أتساءل عن شعوره وهو يمشي في الأزقة وحرم الجامعة وهو يسمع باستمرار لغة الضاد تتلى على مسامعه، لغة أبى آباؤنا وأجدادنا  أن يتخلوا عنها وعن حروفها وزخارفها ونحن من بعدهم نحمل هذه الأمانة، وما هو شعوره وهو يرى أقرانه من الأساتذة يتهافتون على تعلم هذه اللغة المصطفاة.
Good Luckكل هذه الزوبعة حصلت لأني قلت لزميلي بلسان عربي مبين وبنكهة إماراتية : "بالتوفيق" بدلا من !!!

صفحة من مذكراتي: سعيد عتيج القبيسي

الثلاثاء، 6 مارس 2012

درع المســـيرة



درع المسيرة
(نُشرت في الملحق الخاص "قلايد في حب محمد بن زايد" – صحيفة هماليل العدد82)


الروحُ حنّت والفؤاد تنهّدا *** فرحلتُ صوبك بالحنينِ موحّدا

يا أشْبه الخلْق الكريم بزايدٍ *** ولنا اصطفاك فصرت منه محمدا

صاغت يداكَ من الفعال جواهراً *** وإذا مشيت تصير أرضك عسجدا

الشمس تسقيك الضياء مهابةً *** والصبح من فيض السعادة غردا

وأرى الجدار إلى حروفي منصتاً *** ليرد باسمك إن نطقتُ به صدى

أمحمدٌ والخير يطرق بابه ُ *** أنت البداية والحكاية والمدى

صفحات تاريخ الزمان منارة ٌ*** أشعلت فيها للمحبة موقدا

وأتاك شعبك بالولاء مصافحاً *** بالفخر يوليك القلوب ليَسعدا

فدعوت ربي أن يديم سلامه ُ *** فهو الذي أهداك من نور الهدى

ومع الخليفة دمت ذخرا ً نيّرا ً *** فالعز بالأرواح ِ والدم ِ يُفتدى

الأحد، 4 مارس 2012

صرخة جــــار




صرخة جار

نــداءات أمٍٍ
ودمعة طفلٍ
وصرخة جارْ

وروحٌ توارتْ
بطلقة نارْ

أيادٍ تجيد اقتلاع الحياة ِ
وتدمن لعب القمارْ

تقامر بالله ِ
بالأرضِ
بالأبرياءْ
تبيع وتشري الولاءْ
بدون ستارْ

شتاءٌ بهيم
خريف عجوز
ربيعٌ ووردٌ بلون الدماء
وصيف شقيٌّ وحارْ

وعينٌ
كجرح الكرامةِ تنزف
وتصرخ عارٌ وعارٌ وعارٌ فعارْ
متى ينجلي عن سناكِ الضباب
فمنك تشع الحياةُ
وفيكِ الدمارْ

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الأحد، 26 فبراير 2012

حنين التراب

  
 حنين التراب


ترابٌ بأقدام الأحبة يحلمُ
      وبيتٌ على درب الرحيل مهدَّمُ

      ويشكون عند العين شُح عروقها
فلـــما سقتـهم من دموعي تيمَّموا

           أهيم بأحضان المدائن تائهاً
فما مسني وجدٌ ولا ارتعش الدمُ

          فشوقي لأرضٍ بالحنين توضَّأتْ
أناخوا بها ركب الوصال وسلموا

         أعانق مرآة الحنينِ ، أضُمُّها
أخط عليها الذكريات وأَرسمُ

        فعانقني فيها التراب وضمني
فمن أنت يا هذا الترابُ ومن هم ُ؟

        أهز جذوع الفكر في أرض حيرتي
فما أسقطت حرفا ولا ذاقها الفمُ

        ترنّح فيّ الشك من سكرة الظما
وفي كأس أوهامي سرابٌ وعلقمُ

   وأسأل حضن البدر عن دفء نبضهِ
           فجاوبني بالصمتِ، والصمت مُعتِـمُ

         وتخبو ابتساماتي فأُشعل ضحكةً
لِأُطفئ جمرا في الحشى يتألم

 فتصخب نيران العتاب بخاطري
                                  وألســــنة النـــيران لا تتلــعثمُ
                                 
                                         بلادي إذا جن التراب بجذره
                                   فكل حنين في سواك محرمُ

شـــموخ الشـــمس

السبت، 25 فبراير 2012

حطام يترنح


حطام يترنح
قم على يأس رفاتي ***أيقظ الصبح بذاتي
كنت بالأمس غريقا***في غياهيب شتاتي
زرع فكري قد تدلى***حاملا روح نباتي
مثل عنقود اشتياقي*** ناس من بعد الثبات
يا مصابيح التجلي***هل ترى فجركِ آتِ ؟
أم سراب الحلم يمحو*** ما تماهى في سباتي

قمر أولد عصرا***ضحكتي ترسم بدرا
دمعتي نبع وفاء***تسكب الأشواق نهرا
ودياجير ظنوني *** تقتل الإصباح غدرا
ها تضاريسي اضمحلت *** وانطوت في النفس ذكرى
أسمع الأرض تنادي*** في سمائي وهي جهرا
مرحبا با ابن ترابي***قد رجعت اليوم صفرا

اقرإ التاريخ مرة***واطعم الأمس ومُره
ثم عش في الغد يوما ***واقرإ التاريخ مرة
احرس النفس عزيزا ***قابضا في اليد جمرة
فظلام الظلم عار ***يشتكي من حبس هرة
ومعين العطف يجري***نابعا من شق تمرة
ذا ربيع العمر آت ***فازرع التاريخ زهرة

احتراق في القاع



احتراق في القاع
في لـُجة الشوق زاد الهجر إغراقي.....وزاد جمر النوى في الصبر إحراقي
   ماذا تراني أداوي من جراح غدي.....وسيف غدرك مغروس بأحداقي
  غرست عهدك في بستان أوردتي .....وفيك يذبل غصــنٌ خـــان ميثــــاقي
   وبالوفاء رويت العهد من ولهٍ .....ومـــا وجـــدت لـعهــدي ذاك من ســـاقي
   وشمت حرفكِ في قلبي فردده .....صدى اشتيــاقيَ من أغوار أعـــمــاقي
  تجود عيني على صحراء ذاكرتي .....وتشتـكي الروح من قحطٍ وإمــلاقِ
   وأحتسي من سموم الهجر أسئلة ً.....وأرتجي من وعـود الفجر ترياقي
 تهـشمَتْ في دروب الحزن أمنيتي .....وغـاب نــجم التلاقــي دون إشــراقِ
   وأدت كل أماني الوصل  من كدرٍ .....كي لا أُضيّع فيها عمريَ البــاقـي
    أحكَمْت قفل فؤادي وهْو محترقٌ .....فأَحـْـكم القـــلبُ بالنسيان إغــلاقــي
وعشت في عالم النسيان مختبئا.....طيرا كسيرا بلا ريش ولا ساق

       وأنطوي في زوايا الليل مرتجفا.....وأرتضي المر طعما دون أذواقي

       فزارني اليوم شوق الأمس في خجلٍ.....وجه يلبد بالآلام آفاقي

     نتئن نايات جرح الأمس في خلدي .....و تعزف الروح من أوتار إشفاقي

     وأسمع اللحن و الأشجان تغمرني .....ويضحك الغدر من ضعفي وإخفاقي

      لا أنت أول جرح دس في كبدي..... ولست آخر أحبابي وعشاقي

      فبعثري الحلم والآمال قاطبة.....قصي من الوجد أغصاني وأوراقي

     سأرتدي من جروح الأمس أوسمةً .....وليشهد الناس هذا اليوم إعتاقي

    تيبست في فؤادي كل أمنية .....ولن يبللها حتـــى  بإغــراقي