(1+1=11) في حصة الرياضيات: ممنوع تتكلم عربي
رُفعت الأقلام وأوراق الاختبار لم تجف بعد، ألقيت نظرة أخيرة على أجوبتي وكنت متيقنا منها إلا سؤال واحد تخبطت منه حيرة، كانت الأسئلة في عمومها محنكة وأنيقة، تماما مثل من وضعها : مدرس الرياضيات التركي الأصل ، فقد بلغ من العمر عتيا إلا أن عقله لا زال بفضل العمليات الحسابية نشطا، لكنه كان كثيرا ما ينسى أسماءنا ولكن لا ينسى أن تقسيم صفر على اثنين لا يجوز في شرع الأرقام.
ولأنه علمني "رقما" صرت لاختباراته عبداً، وكنت دائما ما أتساءل عن جدوى تكرار هذه الاختبارات أسبوعيا، هل لأنه لا يعرف مستواي ، أو أنه يعلم ولكن ليطمئن قلبه فيُطمئن قلب الجامعة، وتشهد ورقة بحجم أيه فور (ألِف أربعة) أني كنت من الكادحين.
أرجعت قلمي إلى غمده، بعد أن أنهكني ذاك السؤال الصعب ورفعت يدي ملوحاً بشارة الاستسلام ،فجاء ليستلم منى الورقة وعلى حين غفلة منه رميت على أذن زميلي كلمة عابرة ،لم أعلم أنها كانت شرارة قنبلة صوتية أيقظت أهل الكهف من سباتهم، فالتفت إليّ "الأستاذ" وطعن عيني بنظرة قاسية وهي ترمي بشرر تكاد عينه تحترق منها وصاح في وجهي بلهجة أتا-تركية:
Don’t Speak Arabic in My Class. I don’t know Arabic
قالها وأحسست أن في قلبه هو بدل الجرح جرحين، جرح أنه يقولها باللغة الإنجليزية والثاني أنه يقولها لعربي وفي بلد عربي، فكنت أتساءل عن شعوره وهو يمشي في الأزقة وحرم الجامعة وهو يسمع باستمرار لغة الضاد تتلى على مسامعه، لغة أبى آباؤنا وأجدادنا أن يتخلوا عنها وعن حروفها وزخارفها ونحن من بعدهم نحمل هذه الأمانة، وما هو شعوره وهو يرى أقرانه من الأساتذة يتهافتون على تعلم هذه اللغة المصطفاة.
Good Luckكل هذه الزوبعة حصلت لأني قلت لزميلي بلسان عربي مبين وبنكهة إماراتية : "بالتوفيق" بدلا من !!!
صفحة من مذكراتي: سعيد عتيج القبيسي